أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مستقبل المنتخب التونسي بين الطموح والتحديات

 يُعد المنتخب التونسي لكرة القدم أحد أقدم المنتخبات العربية والإفريقية وأكثرها استقرارًا على الساحة الدولية. فمنذ مشاركته التاريخية في كأس العالم 1978 بالأرجنتين أصبح نسور قرطاج علامة مميزة في كرة القدم الإفريقية.
لكن بعد أربعة عقود من المشاركات المتكررة، لا يزال الحلم الأكبر يراود الجماهير: التأهل إلى أدوار متقدمة في كأس العالم، وتحقيق حضور أقوى في القارة السمراء.
في هذا المقال نستعرض واقع المنتخب التونسي، ونتحدث عن أبرز التحديات التي تواجهه، والفرص المستقبلية التي قد تعيد له بريقه القاري والعالمي.
مستقبل المنتخب التونسي بين الطموح والتحديات

إنجازات الماضي ودروس التاريخ

عُرف المنتخب التونسي بروحه القتالية والتزامه التكتيكي أكثر من اعتماده على المهارة الفردية. فبعد مشاركة 1978، تكررت مشاركاته في مونديال 1998 بفرنسا، و2002 بكوريا واليابان، و2006 بألمانيا، و2018 بروسيا، و2022 في قطر.
وعلى الرغم من عدم تجاوز الدور الأول في هذه المشاركات، إلا أن تونس كانت دائمًا تقدم أداءً مشرفًا وتقاتل حتى اللحظة الأخيرة.
أما على الصعيد القاري، فقد كان التتويج بلقب كأس الأمم الإفريقية 2004 أهم إنجاز في تاريخ المنتخب. هذا اللقب لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة عمل جماعي متكامل بين الاتحاد والمدرب واللاعبين، ودليل على أن تونس تمتلك المقومات لتحقيق المجد إذا وُضعت الخطط السليمة.

واقع المنتخب الحالي

يتميز المنتخب التونسي بتنوع مصادر لاعبيه، حيث يضم محترفين في أوروبا وآخرين من الدوري المحلي.
من بين الأسماء التي لمعت مؤخرًا: وهبي الخزري، علي معلول، حنبعل المجبري، وعيسى العيدوني.
لكن التحدي الحقيقي يكمن في خلق الانسجام بين هؤلاء المحترفين واللاعبين المحليين. فاختلاف المدارس الكروية (الفرنسية، الإنجليزية، العربية) يجعل التوليفة صعبة أحيانًا.
كذلك، يعاني المنتخب من تذبذب في الأداء الهجومي، بسبب ضعف صناعة اللعب وقلة المهاجمين الكبار. وهذه مشكلة تحتاج إلى معالجة جذرية من خلال برامج تكوين جديدة في الأكاديميات المحلية.

مستقبل المنتخب: الطريق إلى العالمية

لكي يحقق المنتخب التونسي نقلة نوعية، لا بد من الاستثمار في الفئات السنية، وإنشاء أكاديميات محترفة على مستوى الدولة. كما يجب أن يتطور عمل الاتحاد التونسي لكرة القدم ليشمل التخطيط العلمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التحليل والإعداد البدني.
تونس تمتلك العقول والقدرات البشرية، وما تحتاجه هو استراتيجية وطنية شاملة تُوحّد بين الأندية والمدارس والمنتخبات.
حينها فقط يمكن أن نرى “نسور قرطاج” تحلق بعيدًا في سماء المونديالات القادمة.

نقاط قوة نسور قرطاج ضد منتخب البرازيل

رغم الصعوبات، يمتلك المنتخب التونسي العديد من نقاط القوة، أهمها:
روح قتالية عالية لدى اللاعبين.
استقرار إداري نسبي مقارنة بعدة منتخبات إفريقية أخرى.
قاعدة جماهيرية ضخمة تشجع بحماس لا مثيل له.
وجود محترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى.

المنتخب التونسي ليس بعيدًا عن العالمية، لكنه يحتاج إلى وضوح في الرؤية واستمرارية في العمل.

ADMIN
ADMIN
تعليقات